فصل: باب الخاء مع الطاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 باب الخاء مع الزاي

‏{‏خزر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عِتْبان <أنه حَبَس رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم على خَزِيرَةٍ تُصْنَعُ له> الخَزِيرَة‏:‏ لَحْمٌ يَقَطَّع صغارا ويُصَبُّ عليه ماءٌ كَثِير فإذا نَضِج ذُرَّ عليه الدَّقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عَصِيدَة‏.‏ وقيل هي حَساً من دقيق ودَسَم‏.‏ وقيل إذا كان من دَقيق فهي حَرِيرَة، وإذا كان من نُخَالة فهو خَزِيرَة‏.‏

وفي حديث حذيفة <كأن بهم خُنْسُ الأُنُوف، خُزْرُ العيون> الخَزَرُ بالتحريك‏:‏ ضِيقُ العين وصغَرُها‏.‏ ورجل أخْزَر، وقوم خُزْرٌ‏.‏

‏{‏س‏}‏وفي الحديث <أنَّ الشيطان لمَّا دخل سفينة نوح عليه السلام، قال: اخْرُجْ يا عَدُوّ اللّه من جَوِفها فَصَعِد على خَيْزُران السفينة> هو سُكَّانها‏.‏ ويقال له خَيْزُرانَةٌ وكل غُصنٍ مُتَثَن خَيزُرَان‏.‏ ومنه شعر الفرزدق في علي بن الحسين زين العابدين‏:‏

في كَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ ** من كَفِّ أرْوَعَ في عِرْنينِه شَممُ

‏{‏خزز‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث علي <أنه نَهَى عن ركُوب الخَزّ والجلوس عليه> الخزُّ المعروف أوّلا‏:‏ ثياب تُنْسَج من صُوف وإبْرَيَسم، وهي مُبَاحة، وقد لَبسها الصَّحابة والتَّابعون، فيكون النَّهي عنها لأجل التَّشبُّه بالعجم وَزِي المُتْرَفِينَ‏.‏ وإن أريد بالخَزِّ النَّوعُ الآخر، وهو المعروف الآن فهو حرام؛ لأن جميعَه معمولٌ من الإبْرَيسَم، وعليه يحمل الحديث <قَومٌ يَسْتَحِلُّون الخَزّ والحرير> ‏.‏

‏{‏خزع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أن كعب بن الأشرف عَاهَدْ النبي صلى اللّه عليه وسلم أن لا يُقاتلَه ولا يُعِينَ عليه، ثم غدَرَ فَخزَعَ منه هجَاؤه له فأمر بقَتْله> الخَزْعُ‏:‏ القَطْع‏.‏ وخَزَع منه، كقولِك نَالَ منه ووَضَع منه، والهاء في منه للنبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ أي نال منه بهجائه‏.‏ ويجوز أن يكون لكَعْب، ويكون المعنى‏:‏ أن هجاءه ‏[‏إياه‏(‏الزيادة من ا واللسان‏.‏‏)‏ ‏]‏ قَطَع منه عَهْدَه وذمَّتَه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أنس في الأضحية <فَتَوزّعُوها، أو تَخَزَّعُوها> أي فرقوها، وبه سُمّيت القبيلة خُزَاعة لتَفَرّقهم بمكة، وتَخَزَّعْنا الشيءَ بيننَا‏:‏ أي اقتسمناه قِطعا‏.‏

‏{‏خزق‏}‏*في حديث عَدِيّ <قلت يا رسول اللّه إنَّا نَرْمِي بالمِعْراضِ، فقال: كُلْ ما خَزَق، وما أصاب بعَرْضه فلا تأكلْ> خَزَق السَّهمُ وخَسَق‏:‏ إذا أصاب الرَّميَّة ونَفَذ فيها‏.‏ وسَهْمٌ خازِق وخاسِق‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث سَلَمة بن الأكوع <فإذا كنتُ في الشَّجْراء خَزَقْتُهم بالنَّبْل> أي أصبْتُهم بها‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الحسن <لا تأْكُلْ من صيد الِمْعَرَاضِ إلاَّ أن يَخْزِق> وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏خزل‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الأنصار <وقد دَفَّت دّافَّةٌ منكم يُريدون أن يَخْتَزِلُونا من أصلنا> أي يَقْتَطِعُونا ويذهبوا بنَا مُنْفَرِدِين‏.‏

ومنه الحديث الآخر <أرادوا أن يَخْتَزِلُوه دُونَنَا> أي يَنْفَرِدُون به‏.‏

ومنه حديث أحد <أنْخَزَل عبد اللّه بن أبَيّ من ذلك المكان> أي أنْفَرد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الشَّعْبي <قُصَل الذي مَشَى فَخزِل> أي تَفَكَّك في مشْيه‏.‏

ومنه <مِشْيَة الخَيْزَلَى> ‏.‏

‏{‏خزم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لا خِزَامَ ولا زِمامَ في الإسلام> الخِزَام‏:‏ جمع خِزَامة، وهي حلَقَةَ من شَعْر تجعل في أحد جانِبَي مَنْخِرَي البعير، كانت بنو اسرائيل تَخْزِم أنُوفها وتَخْرِق ترَاقِيَهَا ونحو ذلك من أنواع التعذيب، فوضَعه اللّه تعالى عن هذه الأمَّةِ، أي لا يُفْعل الخزَام في الإسلام‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <ودَّ أبو بكر أنه وجَد من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عَهْدا، وأنه خُزِم أنْفُه بِخِزَامة> ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي الدَّرْدَاءِ <اقْرَأْ عليهم السلام ومُرْهُمْ أن يُعْطُوا القرآن بِخَزَائمهم> هي جمع خِزَامَة، يريد به الإنقيادَ لحُكم القرآن، وإلقاءَ الأزِمَّةِ إليه‏.‏ ودخُولُ الباء في خَزَائمهِم - مع كون أعطى يتعدى إلى مفعولين - كدخولها في قوله‏:‏ أعْطى بيده‏:‏ إذا انقاد وَوَ كل أمْرَه إلى مَن أطاعه وعَنَا لَهُ‏.‏ وفيها بيانُ ماتَضَمَّنَتْ من زيادة المعنى على معنى الإعطاء المَجَّرد‏.‏ وقيل الباء زائدة‏.‏ وقيل يَعْطُوا مفتوحة الياء من عَطَا يَعْطُو إذا تنَاول، وهو يَتعدَّى إلى مفعول واحد، ويكون المعنى‏:‏ أن يأخذوا القرآن بِتمَامه وحقه، كما يُؤْخَذُ البعير بِخزَامَتِه‏.‏ والأول الوَجْهَ‏.‏‏(‏ه‏)‏ وفي حديث حُذَيفة <إن اللّه يَصْنَعُ صانِعَ الخَزَمِ ويصنع كُلَّ صَنْعَة> الخزم بالتحريك‏:‏ شجر يُتَّخَذ من لِحائه الحِبال، الواحِدة خَزَمة، وبالمدينة سوق يقال له سوق الخَزَّامِين، يريد أن اللّه يخلق الصّناعة وصَانِعَها، كقوله تعالى <واللّه خَلَقَكم وما تَعْمَلُون> ويُريد بِصَانِع الخَزَم صَانِعَ ما يُتَّخَذُ من الخَزَم‏.‏

‏{‏خزا‏}‏*في حديث وَفْدِ عبد القيس <مَرْحباً بالوَفْدِ غيرَ خَزَايا ولا ندامَى> خزايا‏:‏ جمع خَزْيانَ‏:‏ وهو المُسْتَحيِ‏.‏ يقال خَزِي يَخْزَى خَزَاية‏:‏ أي اسْتَحْيا، فهو خَزْيان، وامرأة خزْياء‏.‏ وخَزِي يَخْزَى خِزْيا‏:‏ أي ذَلَّ وهَانَ‏.‏

ومنه الدعاء المأثور <غَير خَزَايا ولا نادمين> ‏.‏

والحديث الآخر <إن الحَرَم لا يُعيذ عاصيا ولا فَارَّاً بِخَزْيه> أي بِجَرِيمَة يُسْتَحْيا منها‏.‏ هكذا جاء في رواية‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الشَّعْبي <فأصَابَتْنا خِزْية لم نَكُن فيها بَرَرة أتْقِيَاءَ، ولا فَجَرَة أقْوياءَ> أي خَصْلة اسْتَحْيَينَا منها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وحديث يزيد بن شجرة <انْهَكُوا وُجُوهَ القوم ولا تُخْزُوا الحُورَ العِينَ> أي لا تَجْعَلُوهُنّ يَسْتَحْيين من تَقْصيركم في الجِهَاد‏.‏ وقد يكون الخِزْي بمعنى الهَلاَك والوقوع في بَلِيَّة‏.‏

ومنه حديث شارب الخمر <أخْزَاهُ اللّه> ويروى <خَزَاه اللّه> أي قَهره‏.‏ يقال منه خَزَاه يَخْزُوه‏.‏ وقد تكرر ذكر الخِزْي والخَزَاية في الحديث‏.‏

 باب الخاء مع السين

‏{‏خسِأ‏}‏*فيه <فَخَسأتُ الكَلْبَ> أي طَرَدْتُه وأبْعَدْتُه‏.‏ والخَاسِيءُ‏:‏ المُبْعَد‏.‏ ومنه قوله تعالى <قال اخْسَأوا فيها ولا تُكَلِّمونِ> يقال خَسَأتُه فخَسِىءَ، وخَسَأ، وانخسأ ويكون الخَاسىء بمعنى الصَّاغر القَمِىء‏.‏

‏{‏خسس‏}‏*في حديث عائشة <أن فَتَاةً دَخَلت عليها فقالت: إنَّ أبِي زَوّجني من ابن أخِيهِ، وأراد أن يَرْفع بي خَسِيسَتَه> الخَسِيسُ‏:‏ الدَّنِىء‏.‏ والخَسيسَة والخَسَاسة‏:‏ الحالة الَّتي يكون عليها الخَسِيسُ‏.‏ يقال رفعت خَسِيسته ومِن خَسِيسَته‏:‏ إذا فَعَلْتَ به فِعْلا يكون فيه رِفْعُته‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الأحْنَف <إن لم تَرفع خَسيسَتنا> ‏.‏

‏{‏خسف‏}‏*فيه <إن الشَّمسَ والقمَر لا يَنْخسِفَان لموت أحدٍ ولا لحَيَاتِه> يقال خَسَفَ القَمَرُ بوزن ضرب إذا كان الفْعلُ له، وخُسفَ القمر على ما لم يُسَمَّ فاعله‏.‏ وقد وَرَد الخُسوف في الحديث كثيرا للشمس، والمَعْروف لها في اللغة الكُسُوف لا الخُسُوف، فأما إطلاقه في مثل هذا الحديث فَتَغْليبا للقمر لتذكيره على تأنيث الشمس، فجَمع بينهما فيما يَخُص القمر، وللمُعاوَضة أيضا؛ فإنه قد جاء في رواية أخرى <إن الشمس والقمر لا يَنْكَسفان> وأما إطلاق الخُسُوف على الشمس منفردةً، فلاشتراك الخسُوفِ والكُسُوف في معنى ذهاب نورِهما وإظلامهما‏.‏ والانْخِسَاف مُطَاوع خَسْفُته فانْخَسَف‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث علي <مَنْ تَرَك الجِهاد ألْبَسَه اللّهُ الذَلَّة وسِيمَ الخَسْفَ> الخِسْفُ‏:‏ النُّقْصَانُ والهَوانُ‏.‏ وأصله أن تُحْبَس الدَّابَّةُ على غير عَلَفٍ، ثم استُعِير فوُضِع موضع الهَوَان‏.‏ وسِيمَ‏:‏ كُلِّفَ وأُلْزم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <أن العباس سَأله عن الشُّعَراء فقال: امرؤ القيس سابِقُهُم، خَسَف لهم عَينَ الشعر فافْتقَر عن مَعَانِ عُورٍ أصَحَّ بَصَرًا> أي أنْبَطها وأغْزَرها لهُم من قولهم خَسَف البئرَ إذا حفَرَها في حجارة فنَبعت بماء كَثير، يُريد أنه ذَلَّل لهم الطَّريق إليه، وبَصَّرَهُم بمعَانيه، وفَنَّنَ أنْواعَه، وقَصَّده، فاحْتَذى الشُّعراء على مثَاله، فاستعار العَينَ لذلك‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الحجّاج <قال لرجل بعثَه يَحْفِرُ بئرا: أخْسَفْتَ أمْ أوْشَلْت؟> أي أطْلَعتَ ماء غَزِيرا أم قَلِيلاً‏.‏

‏{‏خسا‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <ما أدْرِي كم حدَّثَني أبي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخَساً أم زكاً> يعني فَرْداً أم زَوْجاً‏.‏

 باب الخاء مع الشين

‏{‏خشب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <إن جِبْرِيلَ عليه السلام قال له: إن شئْتَ جَمَعْتَ عَلَيهم الأخْشَبَينِ، فقال دَعْني أُنْذِرْ قَوْمي> الأخْشَبَانِ‏:‏ الجَبَلاَنِ المُطِفَان بمكة، وهُمَا أبو قُبَيْس والأحْمَرُ، وهو جبل مُشْرِفٌ وجهه على قُعَيْقِعَان‏.‏ والأخشبُ كُلُّ جبل خَشِنٍ غليظ الحجارة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث الآخر <لا تزُولُ مكة حتى يزُول أخْشَبَاها> ‏.‏

ومنه حديث وَفْد مَذْحِج <على حَرَاجِيجَ كأنها أخاشِبُ> جمع الأخْشَبِ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <اخْشَوْشِبُوا وتمَعْدَدُوا> اخْشَوْشَبَ الرجُل إذا كان صُلْباً خَشِناً في دِينِه ومَلْبَسِه وَمَطْعَمِه وجَميع أحواله‏.‏ ويروى‏.‏ بالجيم وبالخاء المعجمية والنون، يريد عيشُوا عيشَ العَرَب الأولى ولا تُعَوِّدوا أنفسكم التَّرَفُّه فيقعُدَ بكم عن الغَزْو‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث المنافقين <خُشُبٌ بالليل صُخُبٌ بالنَّهار> أراد أنهم يَنَامُون الليل كأنهم خُشُبٌ مُطَرَّحَة لا يُصَلُّون فيه، ومنه قوله تعالى‏:‏ <كأنهم خُشُبٌ مُسَنَّدة> وتُضَمُّ الشّين وتُسَكَّن تخفيفا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه ذكر <خُشُب> بضمَّتَين، وهو وَادً على مَسيرة لَيْلة من المدينة، له ذكرٌ كثير في الحديث والمَغَازي‏.‏ ويقال له ذُو خُشُب‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث سَلْمان <قيل كان لا يَكادُ يُفْقَه كَلاَمُه من شدَّة عُجْمَتِه، وكان يُسمِّي الخَشَب الخُشْبَان>‏.‏ وقد أُنكر هذا الحديثُ، لأن كلام سلمان يُضَارِعُ كلام الفُصَحاء، وإنما الخُشْبَان جمع خَشَب، كَحَمل وحُمْلان قال‏:‏

كأنهم بِجَنوبِ القَاعِ خُشْبَانُ*

ولا مزيد على ما تَتَساعد على ثُبُوته الرّواية والقياس‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما <أَنه كان يُصلّي خَلْف الخَشَبيَّة> هم أصحاب المُخْتار بن أبي عبيد‏.‏ ويقال لضرب من الشّيعَة الخَشَبِيَّة‏.‏ قيل لأنهم حَفِظُوا خَشَبة زَيْد بن علي حِينَ صُلِبَ، والوجه الأول؛ لأن صَلْبَ زَيدٍ كان بَعْد ابن عمر بكثير‏.‏

‏{‏خشخش‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنه قال لبلال رضي اللّه عنه: ما دخلت الجنة إلاَّ سمعتُ خَشْخَشَةً، فقلت من هذا؟ فقالوا بلال> الخَشْخَشَة‏:‏ حركة لها صوت كصوت السلاح‏.‏

‏{‏خشر‏}‏ ‏(‏ه س‏)‏ فيه <إذا ذَهَب الخيَار وَبقيَت خُشَارة كَخُشارة الشَّعير> الخُشارة‏:‏ الرَّديء من كل شيء‏.‏

‏{‏خشرم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لَتَركَبُن سَنَنَ من كان قبلكم ذِراعا بِذراع، حتى لو سلكوا خَشْرَم دَبْرٍ لَسلَكْتُموه> الخَشْرَم‏:‏ مَأوَى النَّحل والزّنابير ‏(‏قال الهروي‏:‏ <وقد جاء الخشرم في الشعر اسما لجماعة الزنابير> وأنشد في صفة كلاب الصيد‏:‏

وكأنّها خَلْفَ الطّري * دة ‏[‏الطريدة‏]‏ِ خَشْرَمٌ مُتَبَدِدُ‏)‏ ، وقد يُطلق عليهما أنفُسِهما‏.‏ والدَّبر‏:‏ النَّحل‏.‏

‏{‏خشش‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في الحديث <أن امرأةً رَبَطَتْ هِرّة فلم تُطْعِمْها ولم تَدَعْها تأكل من خَشاش الأرضِ> أي هَوامِّها وحشَراتِها، الواحدة خَشاشة‏.‏ وفي رواية <من خَشِيشِها> وهي بمعناه‏.‏ ويُروى بالحاء المهمل، وهو يابس النَّبات، وهو وَهْمٌ‏.‏ وقيل إنما هو خُشَيشٌ بضم الخاء المعجمة تصغير خَشاشٍ على الحذف، أو خُشَيِّشٌ من غير حذف‏.‏

ومنه حديث العُصفور <لم يَنْتَفع بي ولَم يَدَعْني أخْتَشُّ من الأرض> أي آكُلُ من خَشاشِها‏.‏

ومنه حديث ابن الزبير ومعاوية <هو أقَلُّ في أنفُسِنا من خشَاشة> ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحديبية <أنه أهْدى في عُمرتها جَمَلا كان لأبي جهل في أنفه خِشاشٌ من ذَهَبٍ> الخِشاشُ‏:‏ عُوَيدٌ يُجعل في أنْف البعير يُشَدُّ به الزِّمام ليكون أسرعَ لانقياده

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث جابر <فانْقادت معه الشجرة كالبعير المَخْشُوش> هو الذي جُعل في أنفه الخِشاشُ‏.‏ والخِشاش مُشْتقٌّ من خَشّ في الشيء إذا دَخَل فيه لأنهُ يُدخَل في أنف البَعير‏.‏

ومنه الحديث <خُشُّوا بين كلامِكم لا إله إلا اللّه> أي أدخلوا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عبد اللّه بن أُنيس <فخرج رجل يَمشي حتى خَشَّ فيهم> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عائشة وَوَصَفَت أباها فقالت‏:‏ <خَشاش المَرْآة والمَخْبَر> أي أنه لطيف الجسم والمعنى‏.‏ يقال رجل خِشاشٌ وخَشاش إذا كان حادَّ الرأس ماضياً لطيف المَدْخَل‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <وعليه خُشاشتان> أي بُرْدَتان، إن كانت الرواية بالتخفيف فيريد خِفَّتَهما ولُطفَهما، وإن كانت بالتشديد فيريد به حرَكَتهما، كأنهما كانتا مصْقُولَتين كالثّياب الجُدُد المصْقولة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <قال له رجُل: رَمَيْت ظَبْياً وأنا مُحْرِمٌ فأصَبْتُ خُشَشاءه> هو العَظْم الناتِيء خَلْف الأُذن، وهَمْزتُه منقَلِبة عن ألف التأنيث، ووزنها فُعَلاء كَقُوبِاء، وهو وَزْن قليل في العربية‏.‏

‏{‏خشع‏}‏‏(‏ه‏)‏ فيه <كانت الكعبة خُشْعة على الماء فدُحِيَت منها الأرضُ> الخُشْعة‏:‏ أكَمَةٌ لاطِئةٌ بالأرض، والجمْع خُشَع‏.‏ وقيل هو ما غَلَبت عليه السُّهولة‏:‏ أي ليس بحَجر ولا طين‏.‏ ويروى خشفة بالخاء والفاء، وسيأتي‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث جابر <أنه أقْبَل علينا فقال: أيّكم يُحِب أن يُعْرِض اللّه عنه؟ قال فَخَشَعْنا> أي خَشينا وخضَعنا‏.‏ والخُشوع في الصّوت والبصر كالخُضُوع في البدن‏.‏ هكذا جاء في كتاب أبي موسى‏.‏ والذي جاء في كتاب مسلم <فَجَشِعْنا> بالجيم وشرَحه الحُمَيْدي في غريبه فقال‏:‏ الجَشَع‏:‏ الفَزَعُ والخوف‏.‏

‏{‏خشف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <قال لِبلال: ما عَمَلُك؟ فإني لا أراني أدخُلُ الجنة فأسمعِ الخَشْفة فأنظر إلاَّ رأيتُك> الخَشْفة بالسكون‏:‏ الحِسُّ والحرَكة‏.‏ وقيل هو الصَّوت‏.‏ والخَشَفة بالتحريك، الحركة‏.‏ وقيل هما بمعنًى، وكذلك الخَشْف‏.‏

ومنه حديث أبي هريرة <فسَمِعَت أمِّي خَشْف قَدَمي> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الكعبة <إنها كانت خَشَفةً على الماء فدُحُيَت منها الارض> قال الخطّابي‏:‏ الخَشَفة واحدة من الخَشَف‏:‏ وهي حجارة تَنْبُت في الأرض نَباتاً‏.‏ وتُروَى بالحاء المهملة، وبالعين بدل الفاء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث معاوية <كان سَهْم بن غالِبٍ من رُؤوسِ الخَوَارج، خَرج بالبصرة فَأَمَّنَه عَبدُ اللّه بن عامر، فكتَب إليه مُعاويةُ: لو كنتَ قَتَلْته كانت ذٍمَّةً خاشَفْتَ فيها> أي سارَعت إلى إخْفَارِها‏.‏ يقال‏:‏ خاشَفَ إلى الشرّ إذا بادَرَ إليه، يُريد لم يكن في قَتْلِك له إلاَّ أنْ يُقال قد أخْفَر ذِمَّته‏.‏

‏{‏خشم‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <لَقِيَ اللّهَ تعالى وهو أخْشَم> الأخْشَم‏:‏ الذي لا يَجِدُ ريح الشيء، وهو الخُشَام‏.‏

ومنه حديث عمر <إن مَرْجَانة ولِيدَتَه أتَتْ بولدِ ِزناً، فكان عمرُ يحمله على عاتقه ويَسْلِتُ خَشَمَه> الخَشَمُ‏:‏ ما يَسيل من الخَيَاشِيم‏:‏ أي يَمْسَح مُخَاطه‏.‏

‏{‏خشن‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الخروج إلى أُحُد <فإذا بِكَتِيبَة خَشْنَاء> أي كثيرةِ السِّلاح خَشِنَتِه‏.‏ واخْشَوْشَن الشيء مبالغةٌ في خُشُونَته‏.‏ واخْشَوْشَن‏:‏ إذا لبس الخَشِنَ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمر <اخْشَوْشِنُوا> في إحدى رِوَاياته‏.‏

وحديثه الآخر <أنه قال لابن عباس: نِشْنِشةٌ من أخْشَن> أي حَجَرٌ من جبل‏.‏ والجبال تُوصف بالخُشونة‏.‏

ومنه الحديث <أُخَيْشِنُ في ذات اللّه> هو تصغير الأخْشَن للخَشِن‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ظَبيْان <ذَنّبُوا خِشَانَه> الخِشَان‏:‏ ما خَشُن من الأرض‏.‏

‏{‏خشى‏}‏ في حديث عمر رضي اللّه عنه <قال له ابن عباس: لقد أكْثَرْتَ من الدعاء بالموت حتى خَشِيتُ أن يكونَ ذلك أسْهَلَ لك عند نُزُوله> خَشِيت ها هنا بمعنى رَجَوتُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث خالد <أنه لمَّا أخَذَ الراية يوم مُؤتَه دَافَع الناسَ وخَاشَى بهم> أي أبْقَى عليهم وحَذِر فانْحازَ‏.‏ خَاشَى‏:‏ فَاعَل من الخَشْية‏.‏ يقال خَاشَيت فلانا‏:‏ أي تارِكْته‏.‏

 باب الخاء مع الصاد

‏{‏خصب‏}‏*فيه ذكر <الْخِصْب> متكررا في غير موضع، وهو ضدّ الجدب‏.‏ أخْصَبَت الأرض، وأخْصَب القوم، ومكان مُخْصِب وخَصِيب‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث وَفْدِ عَبدِ القَيسِ <فأقْبَلْنا من وِفَادَتِنا، وإنَّما كانت عندنا خَصْبَةٌ نَعْلِفها إبِلَنَا وحَميرَنا> الخَصْبَة‏:‏ الدَّقَل، وجمعها خِصَاب‏.‏ وقيل هي النخلة الكثيرة الحَمْلِ‏.‏

‏{‏خصر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه خرج إلى البَقِيع ومعه مِخْصَرَة له> المِخْصَرَة‏:‏ ما يَخْتَصره الإنسان بيده فَيُمسِكه من عصاً، أو عُكَّازةٍ، أو مِقْرَعَةٍ، أو قضيب، وقد يَتَّكِىء عليه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <المُخْتَصِرون يوم القيامة على وُجوههم النُّورُ> وفي رواية <المُتَخَصّرون> أراد أنهم يأتون ومعهم أعْمَال لهم صَالِحَة يَتّكئون عليهم ‏(‏في الدر النثير‏:‏ قال ثعلب‏:‏ معناه المصلون بالليل، فإذا تعبوا وضعوا أيديهم على خواصرهم من التعب‏.‏ حكاه ابن الجوزي‏.‏‏)‏ ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <فإذا أسْلَموا فاسْأَلْهُمْ قُضُبَهُم الثلاثة التي إذا تَخَصَّرُوا بها سُجِد لهم> أي كانوا إذا أمْسَكوها بأيديهم سَجَد لهم أصحابُهم؛ لأنهم إنَّما يُمْسِكونها إذا ظهروا للناس‏.‏ والمِخْصَرَةُ كانت من شِعَار الملوك‏.‏ والجمْع المخَاصِر‏.‏

ومنه حديث علي وذَكر عمر فقال <واخْتَصَرَ عَنَزَتَه> العَنَزَة‏:‏ شِبْه العُكَّازة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <نَهَى أن يُصَلْي الرجل مُخْتَصِرا> قيل هو من المِخْصَرَة، وهو أن يأخُذَ بيده عصاً يَتَّكِيء عليها‏.‏ وقيل‏:‏ معناه أن يقرأ من آخر السُّورَة آية أو آيتين ولا يقرأ السُّورَة بِتَمَامها في فَرْضه‏.‏ هكذا رواه ابن سيرين عن أبي هريرة‏.‏ ورواه غيره‏:‏ مُتخَصّرا، أي يُصَلّي وهو واضع يده على خَصْرِه، وكذلك المُخْتَصِرة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أنه نَهَى عن اخْتِصَار السَّجْدة> قيل أراد أن يَختَصِر الآيات التي فيها السَّجْدة في الصَّلاة فيسجد فيها‏.‏ وقيل أراد أن يقرأ السورة، فإذا انتهى إلى السجدة جَاوَزَها ولم يسْجُدْ لها‏.‏‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <الاخْتِصَارُ في الصلاة رَاحةُ أهلِ النَّار> أي أنه فِعْل اليهود في صَلاَتهم، وهم أهل النَّار، على أنه ليس لأهل النَّار الذين هم خَالِدُون فيها راحة‏.‏

ومنه حديث أبي سعيد، وذكر صلاة العيد <فخرج مُخَاصِراً مَرْوانَ> المُخاصَرة‏:‏ أن يأخذ الرجُل بِيَدِ رَجُل آخَر يَتَمَاشَيَان ويَدُ كُلِّ واحد منهما عند خَصْر صَاحِبه‏.‏

ومنه الحديث <فأصَابَني خَاصِرَةٌ> أي وجع في خَاصِرَتِي‏.‏ قيل‏:‏ إنه وجَعٌ في الكُلْيَتَيْن‏.‏

‏(‏س‏)‏ فيه <أن نَعْلَه عليه الصلاة والسلام كانت مُخَصَّرَة> أي قُطع خَصْراها حتى صارا مُسْتَدَقَّينِ‏.‏ ورجل مُخَصَّر‏:‏ دَقِيق الَخْصر‏.‏ وقيل المُخَصَّرَة التي لها خَصْران‏.‏

‏{‏خصص‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنه مَرّ بعبد اللّه بن عَمْرو وهو يُصْلِح خُصَّالَهُ وَهَى> ‏.‏ الخُصّ‏:‏ بَيْت يُعْمَل من الخشب والقَصَب، وجمعه خِصَاص، وأخْصَاص ‏(‏وخُصوص أيضاً كما في القاموس‏.‏‏)‏ ، سمي به لما فيه من الخِصاص وهي الفُرَج والأنْقاب‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <أن أعْرَابيَّا أتَى بَابَ النبي صلى اللّه عليه وسلم فألْقَمَ عينيه خَصَاصَة الباب> أي فُرْجَتَه‏.‏

وفي حديث فَضالة <كان يَخِرُّ رِجَالٌ من قَامَتِهم في الصلاة من الخَصَاصَة> أي الجُوع والضَّعف‏.‏ وأصلُها الفَقرُ والحاجَةُ إلى الشيء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <بادِرُوا بالأعْمَال سِتًّا: الدَّجّالَ وكذا وكذا وخُوَيْصَّةَ أحَدِكم> يريد حادِثَةَ المَوت التي تَخُصُّ كل إنسان، وهي تصغير خاصَّة، وصُغّرتْ لاحْتِقَارِها في جَنْبِ مابعدها من البَعْثِ والعَرْض والحساب وغير ذلك‏.‏ ومعنى مُبادَرتِها بالأعمال‏:‏ الإنْكِمَاشُ ‏(‏أي الإسراع ‏)‏ في الأعمال الصالحة‏.‏ والإهْتمامُ بها قبل وقوعها‏.‏ وفي تأنيث السِّت إشارَةٌ إلى أنها مصائب ودَواهٍ‏.‏

ومنه حديث أم سليم <وخُوَيْصَّتُك أنَسٌ> أي الذي يَخْتَص بِخِدمَتِك، وصَغّرته لِصِغَر سِنّه يومئذ‏.‏

‏{‏خصف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه كان يُصَلى، فأقبل رجُل في بَصَرِه سُوءٌ فَمَرَّ ببئر عليها خَصَفَة فوقع فيها> الخَصَفة بالتحريك‏:‏ واحدة الخَصَف‏:‏ وهي الجُلّة التي يُكنَزُ فيها التمر، وكأنها فَعَل بمعنى مَفْعُول، من الخَصْف، وهو ضَمُّ الشيء إلى الشيء، لأنه شيء منسوج من الخُوص‏.‏

ومنه الحديث <كان له خَصَفَةٌ يَحْجُرُها ويُصَلّى عليها> ‏.‏

‏(‏س‏)‏ والحديث الآخر <أنه كان مُضْطَجِعاً على خَصَفة> وتُجْمَع على الخِصَاف أيضا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أن تُبَّعاً كَسَا البيت المُسُوح فانْتَفَض البيت منه ومَزَّقه عن نفسه، ثم كسَاه الخَصَف فلم يَقْبَله، ثم كساه الأنْطَاع فَقَبلها> قيل أراد بالْخَصَف ها هنا الثّيابَ الغِلاَظَ جِدًّا، تشَبْيِهاً بالخَصَف المنسوج من الخُوصِ‏.‏

وفيه <وهو قاعد يَخْصِفُ نَعْلَه> أي كان يَخْرِزُها، من الخَصْفِ‏:‏ الضم والجمع‏.‏

ومنه الحديث في ذكر عليّ <خاصِف النَّعل> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه شعر العباس رضي اللّه عنه يمدح النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏

مِنْ قَبْلِها طِبْت في الظّلاَلِ وفي ** مُسْتَوْدَعٍ حيث يُخْصَفُ الوَرَقُ

أي في الجَنَّة، حيث خَصَفَ آدمُ وحَوّاء عليهما من ورق الجنة‏.‏

وفيه <إذا دخل أحدُكُم الحَمَّامَ فعليه بالنَّشِيرِ ولا يَخْصِف> النَّشِيرُ‏:‏ المِئْزَرُ‏.‏ وقوله لا يَخْصِف‏:‏ أي لا يَضَع يَدَه على فَرْجِهِ‏.‏

‏{‏خصل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ابن عمر <أنه كان يَرْمى، فإذا أصاب خَصْلةً قال: أنَا بها أنابها> الخَصْلة‏:‏ المَرّة من الخَصْل، وهو الغَلَبة في النِّضال و القَرْطسةُ في الرَّمْي‏.‏ وأصل الخَصْل القَطْع؛ لأنّ المُتَرَاهنين يقطعون أمْرَهم على شيء معلوم‏.‏ والخَصْل أيضاً‏:‏ الخَطَر الذي يُخاطَر عليه‏.‏ وتَخاصَل القوم‏:‏ أي تَراهنوا في الرَّمْي، ويُجْمع أيضاً على خِصال‏.‏

وفيه <كانت فيه خَصْلة من خِصال النِّفاق> أي شُعْبة من شُعَبه وجُزء منه، أو حالة من حالاته‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي كتاب عبد الملك إلى الحجاج <كَمِيش الإِزار مُنْطَوِي الخَصِيلَة> هي لحم العَضُدَينِ والفَخِذَين والسَاقين‏.‏ وكل لحم في عَصَبةٍ خَصِيلة، وجمعها خَصائل ‏(‏وخصيل أيضاً كما في القاموس‏)‏ ‏.‏

‏{‏خصم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <قالت له أمُّ سَلمة أراك ساهمَ الوجه أمِنْ علَّة؟ قال: لا، ولكن السَّبعةُ الدَّنانير التي أُتينا بها أمْسِ نَسِيتُها في خُصمِ الفِراش، فبِتُّ ولم أقْسِمها> خُصْمُ كل شيء‏:‏ طَرَفُه وجانِبُه، وجمعه خُصوم، وأخْصام ‏(‏ويروى بالضاد المعجمة، وسيأتي‏)‏ ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث سَهْل بن حُنَيف يوم صِفِّين لّما حُكِّم الحَكَمانِ <هذا أمْرلا يُسَدُّ منه خُصْمٌ إلا انْفَتح علينا منه خُصْمٌ آخر> أراد الإخْبارَ عن انْتِشار الأمر وشِدَّتِه، وأنه لا يَتَهيَّأ إصْلاحُه وتَلافيه، لأنه بخلاف ما كانوا عليه من الإتِّفاق‏.‏

 باب الخاء مع الضاد

‏{‏خضب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ <فيه بَكَى حتى خَضَبَ دمعهُ الحَصَى> أي َبلَّها، من طريق الإسْتِعارة، والأشْبَهُ أن يكونَ أراد المُبالغةَ في البُكاء، حتى احْمَرّ

دمْعُه فَخَضَب الحصَى‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه أنه قال في مَرَضه الذي مات فيه‏:‏ <أجْلِسوني في مِخْضَبٍ فاغْسِلوني> المخْضَب بالكسر‏:‏ شِبْه المِرْكَن، وهي إجَّانةٌ تُغْسَل فيها الثياب‏.‏

‏{‏خضخض‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ابن عباس <سُئل عن الخَضخَضة فقال: هو خيرٌ من الزّنا. ونكاحُ الأَمَة خيرٌ منه> الخَضْخَضة‏:‏ الاسْتمْناء، وهو اسْتِنْزال المَنِيِّ في غير الفَرْج‏.‏ وأصل الخَضْخَضة التحريك‏.‏

‏{‏خضد‏}‏*في إسلام عروة بن مسعود <ثم قالوا السَّفَرُ وخَضْدُه> أي تَعَبُه وما أصابه من الإعياء‏.‏ وأصل الخَضْد‏:‏ كسْر الشيء اللَّين من غير إبانةٍ له‏.‏ وقد يكون الخَضْد بمعنى القَطْع‏.‏

ومنه حديث الدعاء <تَقْطَع به دابِرَهم وتَخْضِدُ به شَوْكَتَهم> ‏.‏

ومنه حديث علي <حَرامُها عند أقْوام بمنزلة السِّدْر المخْضود> أي الذي قُطِع شَوْكه‏.‏

ومنه حديث ظَبْيانَ <يُرَشِّحون خَضِيدَها> أي يُصْلِحونه ويَقومون بأمره‏.‏ والخَضِيد فَعِيل بمعنى مفعول‏.‏

وفي حديث أميّة بن أبي الصلت <بالنِّعَم محفُود، وبالذَّنب مَخْضُودٌ> يريد به ها هنا أنه مُنْقطع الحُجَّة كأنه مُنْكسر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الأحنف حين ذَكَر الكُوفة فقال <تأتيهم ثِمارُهم لم تُخْضَد> أراد أنها تأتيهِم بطَرواتها لم يُصِبْهَا ذُبُول ولا انعصار؛ لأنها تُحْمَل في الأنْهار الجارية‏.‏ وقيل صوابُهُ لم تَخْضَد بفتح التاء على أنّ الفعل لها، يقال خَضِدَتِ الثمرةُ تخضَدُ خَضَدا إذا غبَّت أياما فَضَمرت وانْزَوتْ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث معاوية <أنه رأى رجُلا يُجِيد الأكْلَ فقال: إنه لمِخْضَد> الخَضْد‏:‏ شدّة الأكل وسُرْعتُه‏.‏ ومِخْضد مِفْعَل منه، كأنه آلة للأكل‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث مسلمة بن مخلد <أنه قال لعَمْرو بن العاص: إنّ ابن عَمّتك هذا لمخْضَد> أي يأكل بجفَاءٍ وسُرْعة‏.‏

‏{‏خضر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <إن أخْوَف ما أخاف عليكم بَعْدي ما يُخْرِج اللّه لكم من زهْرَة الدنيا، وذكر الحديث، ثم قال: إنّ الخير لا يأتي إلا بالخير، وإنّ ممَّا يُنْبِتُ الربيعُ ما يقْتُل حَبَطاً أو يُلِمُّ، إلاَّ آكِلَةَ الخَضِر، فإنها أكَلتْ حتى إذا امْتدَّت خاصرتاها اسْتَقْبَلت عينَ الشمس فَثَلَطتْ وبالتْ ثم رَتعت، وإنما هذا المالُ خضِرٌ حُلْوٌ، ونعْمَ صاحبُ المُسْلم، هو لمن أعْطي منه المسكين واليَتيمَ وابنَ السبيل> هذا الحديث يحتاج إلى شَرْح إلْفاظه مُجْتمعةً، فإنه إذا فُرّق لا يكاد يُفهم الغرض منه‏:‏

الحبَط بالتحريك‏:‏ الهلاك‏.‏ يقال حَبِط يَحبَط حبطاً، وقد تقدم في الحاء‏.‏ ويُلِمّ‏:‏ يَقْرُب‏.‏ أي يَدْنُو من الهلاك‏.‏ والخضِرُ بكسر الضاد‏:‏ نوع من البُقول‏.‏ ليس من أحرارها وجَيّدها‏.‏ وثَلَطَ البعير يَثْلِط إذا ألْقى رَجِيعه سَهْلاً رَقيقاً‏.‏ ضَرَب في هذا الحديث مَثَلين‏:‏ أحَدُهما لِلْمُفْرط في جَمْع الدُّنيا والمَنْع من حَقّها، والآخر للْمُقْتَصِدِ في أخْذِها والنَّفع بها‏.‏ فقوله‏:‏ إنَّ ممَّا يُنْبِتُ الربيعُ مايقتل حَبَطاً أو يُلِمُّ، فإنه مَثَل للمُفْرط الذي يَأخُذ الدنيا بغير حَقّها، وذلك أن الربيع يُنْبِتُ أحرار البُقول فَتَسْتَكْثر الماشِية منه لاسْتطَابَتِها إياه، حتى تُنْتَفِخَ بُطُونُها عند مُجَاوَزتِها حَدّ الاحْتمالِ، فتَنْشَقّ أمعاؤُها من ذلك فتّهْلِك أو تُقَارب الهلاك، وكذلك الذي يَجْمَع الدُّنيا من غير حِلّها ويَمْنَعُها مُسْتَحِقّها قد تَعرّض للهلاك في الآخرة بدخُول النَّار، وفي الدنيا بأذَى الناس له وحَسدهم إيَّاه، وغير ذلك من أنواع الأذَى‏.‏ وأما قوله إلا آكِلة الخَضِر، فإنه مَثَلٌ للمُقْتَصِد، وذلك أن الخضر ليس من أحْرار البُقول وجَيّدِها التي يُنْبتُها الربيعُ بتوالي أمْطاره فتحْسُنُ وتَنْعُمُ، ولكنَّه من البُقول التي ترعاها المواشي بعد هَيْج البُقول ويُبْسِها حيث لاتَجِدُ سواها، وتُسمِّيها العَربُ الجَنَبة، فلا تَرى الماشِية تُكثر من أكْلها ولا تَسْتَمْرِئها، فضرَب آكِلة الخضر من المواشي مثلا لمن يَقتْصد في أخْذ الدنيا وجَمْعها، ولا يَحْمله الحِرْصُ على أخْذِها بغير حقّها، فهو بنَجْوةٍ من وبالها، كما نَجَتْ آكلة الخضر، ألا تراه قال‏:‏ أكَلْت حتى إذا امتدّت خَاصِرَتاها اسْتَقْبَلت عين الشمس فَثَلَطَت وبالت، أراد أنها إذا شَبِعَت منها برَكَت مُسْتَقْبِلةً عين الشمس تَسْتمْرِىءُ بذلك ما أكلَتْ، وتجْتَرُّ وتَثْلِطُ، فإذا ثَلَطَت فقد زال عنها الحَبَطُ‏.‏ وإنما تَحبَط الماشية لأنها تَمتلىء بُطُونها ولا تَثْلِطُ ولا تَبُول، فتَنْتفِخُ أجْوَافها، فَيعْرِض لها المَرضُ فتَهْلِك‏.‏ وأراد بزَهْرة الدنيا حُسنَها وبَهْجَتَها، وببَركات الأرضِ نَمَاءَها وما يخرج من نَبَاتِها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <إنّ الدنيا حُلْوَةٌ خَضِرَة> أي غَضَّة ناعِمَةٌ طَرِيَّة‏.‏ ‏(‏ ‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <اغْزُوا والغَزْوُ حُلْو خَضِرٌ> أي طَرِيّ محبوب لما يُنْزل اللّه فيه من النَصْر ويُسَهِّلُ من الغنائم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث علي <اللهم سَلِّط عليهم فَتى ثَقِيف الذَّيَّالَ (هو الحجاج بن يوسف الثقفي) يَلْبَسُ فَرْوَتَها، ويأكل خَضِرتها> أي هنيئها، فَشَبَّهَه بالخضر الغَضّ النَّاعم‏.‏

ومنه حديث القبر <يُمْلأَ عليه خَضِراً (في الدر النثير: قلت قال القرطبي في التذكرة: فسر في الحديث بالريحان> ‏)‏ أي نِعَماً غَضّةً

‏(‏ه‏)‏ وفيه <تَجَنَّبُوا من خَضْرائكم ذَوَاتِ الريح> يعني الثُّومَ والبَصَل والكُرَّاث وما أشْبَهها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه نَهَى عن المُخَاضَرَة> هي بَيْع الثمار خُضْراً لم يَبْد صلاحها‏.‏

ومنه حديث اشْتراط المشْتَري على البائع <أنه ليْس له مِخْضَار> المِخْضَار‏:‏ أن يُنْتَثر البُسْرُ وهو أخْضَر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث مُجَاهد <ليس في الخضْرَاوَات صَدَقة> يعني الفاكهةَ والبُقُولَ‏.‏ وقياس ماكان على هذا الوَزن من الصّفات أن لا يُجْمَع هذا الجَمْع وإنما يُجمع به ماكان أسما لا صِفة، نحو صحْراء، وخُنفُساء، وإنما جَمَعه هضا الجَمْع لأنه قد صار اسْماً لهذه البقُول لا صفَة، تقول العَربُ لهذه البُقول‏:‏ الخضْراء لا تُريدُ لونها‏.‏

ومنه الحديث <أُتِي بِقِدر فيه خَضِرَات> بكسر الضاد أي بُقُول، واحدها خَضِرة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <إياكم وخَضْرَاءَ الدِّمَن> جاء في الحديث انها المرأة الحَسْنَاء في مَنْبِت السُّوء، ضَرَب الشجرةَ التي تنْبُتُ في المَزْبلة فتَجيء خضِرةً ناعمة ناضرة، ومَنْبِتُها خبيث قذِر مَثلاً للمرأة الجميلة الوجه اللَّئيمة المنِصب‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الفتح <مر رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم في كَتِيبته الخضْرَاء> يقال كَتِيبة خضْرَاء إذا غلب عليها لُبْسُ الحديد، شُبّه سَوَادُه بالخُضْرَة‏.‏ والعَرَبُ تُطلق الخضرة على السَّواد‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الحارث بن الحكَم <انه تزوج امرأة فرآها خضْرَاء فطلَّقها> أي سَوْداء‏.‏

وفي حديث الفتح <أُبيدَت خضْرَاء قُرَيش> أي دهْماؤُهم وسَوادهم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث الآخر <فأبيدوا خضْرَاءهم> ‏.‏

وفي الحديث <ما أظلَّت الخضْراء ولا أقلَّت الغبْراءُ أصْدقَ لهجَةً من أبي ذرٍّ> الخضْرَاء السَّمَاء، والغّبْرَاء الأرض‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <من خُضِّرَ له في شيء فَلْيَلْزَمْه> أي بُورك له فيه ورُزق منه‏.‏ وحَقِيقته أن تُجْعَل حالَته خَضْرَاء‏.‏

ومنه الحديث <إذا أرَاد اللّه بعبد شَرّاً أخْضر له في اللبن والطِّين حتى يَبْني> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي صفته صلى اللّه عليه وسلم <أنه كان أخْضَرَ الشَّمَط> أي كانت الشَّعَرات التي قد شابت منه قد اخْضَرَّت بالطيب والدُّهن المُرَوَّح‏.‏

‏{‏خضرم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه خَطَبَ النَّاس يوم النَّحر على ناقة مُخَضْرَمَة> هي التي قُطِع طرَفُ أُذُنها، وكان أهلُ الجاهلية يُخَضْرمُون نَعَمَهُم، فلما جاء الإسلام أمرَهم النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يُخَضرموا في غير الموضع الذي يُخَضْرِم فيه أهل الجاهلية‏.‏ وأصل الخَضْرَمَه‏:‏ أن يُجعَل الشيء بينَ بينَ، فإذا قطع بعضُ الأُذن فهي بين الوَافرَة والناقِصَة‏.‏ وقيل هي المنْتُوجَة بين النَّجائب والعُكاظِيَّات‏.‏ ومنه قيل لكل من أدْرَك الجاهلية والإسلام مُخَضْرَم؛ لأنه أدرك الخَضْرَمَتَين‏.‏*ومنه الحديث <إنّ قوْماً بُيّتُوا ليلاً وسيقَت نَعَمُهُمْ فادَّعوا أنهم مُسلمون، وأنهم خضْرَموا خَضْرَمة الإسلام> ‏.‏

‏{‏خضع‏}‏*فيه <أنه نهى أن يَخْضَع الرجُل لغير امرأتِهِ> أي يلين لها في القَول بما يُطْمِعها منه‏.‏ والخُضوع‏:‏ الأنقياد والمطاوعة‏.‏ ومنه قوله تعالى <فلا تَخْضَعن بالقول فيطمَعَ الذي في قلبه مرضٌ> ويكون لازماً كهذا الحديث ومَتعدّيا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ كحديث عمر رضي اللّه عنه <إنّ رجلا مّرَّ في زمانه برجلٍ وامْرَأةٍ وقد خضعا بينهُما حديثاً، فَضَربه حتى شجَّه فأهْدره عمر رضي اللّه عنه> ‏:‏ أي لَيّنا بينهما الحديث وتَكلَّما بما يُطْمع كلاًّ منهما في الآخر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث اسْتراق السمع <خُضْعانا لقوله> الخُضْعان مصْدر خضع يخْضع خُضُوعاً وخُضعانا كالغُفْران والكُفْران ‏.‏ ؤيروى بالكسر كالوِجْدان‏.‏ ويجوز أن يكون جمع خاضع‏.‏ وفي رواية خُضَّعا لقوله، جمع خاضع‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الزبير <أنه كان أخْضع> أي فيه انْحناء‏.‏

‏{‏خضل‏}‏*فيه <أنه خطب الأنْصَار فبكَوْا حتى أخضلوا لِحَاهُم> أي بلُّوها بالدُّموع‏.‏ يقال خِضل واخضلَّ إذا نَدِي، وأخضلته أنا‏.‏

ومنه حديث عمر <لمَّا أنشد الأعرابي:

ياعُمرَ الخيْر جُزِيتَ الجَنَّةْ*

الأبيات بكَى عمر حتى اخْضَلَّت لِحْيتُه.

(س) وحديث النجاشي <بكَى حتى أخْضَل لِحيتَه> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وحديث أمّ سليم <قال لها خَضّلي قَنَازِعَك> أي نَدِّي شَعرَكِ بالماء والدُّهن ليذهب شَعَثُه‏.‏ والقَنَازِعُ‏:‏ خُصَل الشَّعَر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث قُسّ <مُخْضَوْضِلَة أغصانُها> هو مُفْعَوْعِلَة منه للمُبالَغة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الحجاج <قالت له امرأة: تَزَوّجَني هذا على أن يُعطيَني خَضْلاً نَبيلاً> تعني لُؤلُؤاً صافياً جَيّداً‏.‏ الواحدة خَضْلة، والنَّبيل‏:‏ الكَبير، يقال دُرَّة خَضْلة‏.‏

‏{‏خضم‏}‏*في حديث علي رضي اللّه عنه <فقام إليه بَنُو أمَيَّة يَخْضِمُون مَالَ اللّه خَضْمَ الإبل نَبْتَةَ الرَّبيع> الخَضْمُ‏:‏ الأكل بأقْصَى الأضراس، والقَضْمُ بأدْنَاها‏.‏ خَضِمَ يَخْضَم خَضْماً‏.‏

ومنه حديث أبي ذَرٍّ <تأكلون خَضْماً ونأكل قَضْماً> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أبي هريرة <أنه مَرَّ بِمَرْوَانَ وهو يَبْني بُنْيَاناً له، فقال: ابْنُوا شديدا، وأمّلُوا بَعيدا، واخْضَمُوا فَسَنَقْضم> ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث المغيرة <بئس لعَمْرُ اللّه زَوجُ المرأة المسْلمة خُضَمَةٌ حُطَمَةٌ> أي شديد الخَضْم‏.‏ وهو من أبنية المبالغة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أم سَلَمة رضي اللّه عنها <الدَّنابير السَّبعة نَسِيتُها في خُضْمِ الفرَاش> أي جانبه، حكاها أبو موسى عن صاحب التَّتِمة، وقال الصحيح بالصاد المهملة‏.‏ وقد تقدم‏.‏

وفي حديث كعب بن مالك وذكر الجمعة <في نَقِيع يقال له نقيعُ الخَضَمات> وهو موضع بنَواحي المدينة‏.‏

 باب الخاء مع الطاء

‏{‏خطأ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <قَتِيلُ الخَطأ دِيَتُه كذا وكذا> قَتْلُ الخَطأ ضِدُّ العَمْدِ، وهو أن تَقْتُلَ إنسانا بفعْلك من غير أن تَقْصد قَتْله، أوْ لا تَقْصِد ضَرْبَه بما قَتَلْتَه به‏.‏ قد تكرر ذكر الخَطَأ والخَطيئَة في الحديث‏.‏ يقال خَطِيء في دينه خِطْأً إذا أَثِمَ فيه‏.‏ والخِطء‏:‏ الذنب والإثم‏.‏ وأَخْطأ يُخْطِىء‏.‏ إذا سَلَك سَبيلَ الخَطَأ عَمْدا أو سَهْوا‏.‏ ويقال خَطِىء بمعْنى أخَطَأ أيضاً‏.‏ وقيل خَطِىء إذا تَعَمَّد، وأخْطَأ إذا لم يَتَعَمَّد‏.‏ ويقال لمن أراد شيئاً فَفعَل غيره، أو فَعَل غير الصواب‏:‏ أخْطَأ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الدجال <إنه تَلدُه أمُّه فيَحْملن النساءُ بالخَطَّائين> يقال رجل خَطَّاء إذا كان مُلاَزِما للخَطايَا غير تاركٍ لها، وهو من أبْنِية المُبالَغةِ‏.‏ ومعنى يَحْمِلْن بالخطَّائين‏:‏ أي بالكَفَرة والعُصاة الذين يكونون تَبَعاً للدَّجَّال‏.‏ وقوله يحملْن النساء على لغة من يقول أكَلُوني البَراغيثُ ومنع قول الشاعر‏:‏

ولَكِنْ دِيَافِيٌّ أبُووهُ وأمُّهُ ** بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أقَاربُه

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن عباس <أنه سُئل عن رَجُلٍ جَعَل أمْرَ امْرَأتِه بِيدِها، فقالَتْ:أنتَ طالِقٌ ثلاثاً، فقال: خَطَّأَ اللّه نَوْءَهَا، ألاَ طَلَّقَتْ نَفْسها! > يقال لمَنْ طَلَب حاجَةً فلم يَنْجَح‏:‏ أخْطَأ نَوْؤُك، أراد جَعَل اللّه نوْؤَها مُخْطئا لها لا يُصيبُها مَطَرُه‏.‏ ويُروى خَطَّى اللّه نَوْءِهَا بلا همز، ويكون من خَطَطَ، وسيجيء في موضعه‏.‏ ويجوز أن يكون من خَطَّى اللّه عنك السُّوءَ‏:‏ أي جعَله يتخَطَّاكَ، يريد يتَعدَّاها فلا يُمْطرها‏.‏ ويكون من باب المُعْتَلّ اللام‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عثمان <أنه قال لامرأة مُلِّكت أمْرها فطَلَّقت زَوْجَها: إنّ اللّه خَطَّأ نَوْءَها> أي لم تَنْجَحْ في فِعْلِها، ولم تُصِب ما أرادت من الخَلاص‏.‏

وفي حديث ابن عمر <أنهم نَصَبوا دَجاجةً يَتَرامَوْنَها، وقد جعلوا لصاحبِها كلَّ خاطِئة من نَبْلهِم> أي كلَّ واحدةٍ لاتُصِيبُها‏.‏ والخاطئةُ ها هنا بمعنى المُخْطِئةِ‏.‏

وفي حديث الكُسوفِ <فأخْطَأ بِدرْع حتى أُدرِكَ برِدائِه> أي غَلْطَ‏.‏ يقال لمن أراد شيئاً فّفّعل غيره‏:‏ أخْطَأ، كما يقال لمن قَصَد ذلك، كأنه في استِعْجالِه غَلِط فأخذ دِرْع بعضِ نسائهِ عِوَضَ ردائِه‏.‏ ويروى خَطَا، من الخَطْو‏:‏ المَشْي، والأوّل أكثر‏.‏

‏{‏خطب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <نَهَى أن يَخطُب الرجُل على خِطْبةِ أخيه> هو أن يَخطُب الرجل المرأة فَتركَنَ إليه ويَتَّفِقا على صَداق معلوم وَيَتراضَيا، ولم يَبْقَ إلا العَقْدُ‏.‏ فأما إذا لم يَتَّفقا ويَتراضَيا ولم يَرْكَن أحدُهما إلى الآخرِ فلا يُمنَع من خِطْبَتِها، وهو خارج عن النَّهي‏.‏ تقول منه خَطَب يخطُب خِطْبة بالكسر، فهو خاطب، والاسم منه الْخِطبة أيضاً‏.‏ فأما الْخُطبة بالضم فهو من القَول والكلام‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إنه لَحَرِيٌّ إن خَطَب أن يُخَطَّبَ> أي يجابَ إلى خِطْبَتهِ‏.‏ يقال خَطَب إلى فلان فَخَطَّبَه وأخْطَبه‏:‏ أي أجابَه‏.‏

وفيه <قال ما خَطْبُك> ، أي ماشَأنُك وحالُك‏.‏ وقد تكرر في الحديث ‏.‏ والخَطْبُ‏:‏ الأمْرُ الذي يَقَع فيه المُخاطَبة، والشَّأن والحالُ، ومنه قولهم‏:‏ جَلَّ الخَطْبُ‏:‏ أي عَظُمَ الأمر والشَّأن‏.‏

ومنه حديث عمر، وقد أفْطَر في يوم غَيْمٍ من رمضان فقال‏:‏ <الخَطْبُ يَسير> ‏.‏

وفي حديث الحجاج <أمِنْ أهْلِ المَحاشِد والمَخاطِب؟ > أراد بالمَخاطب الخُطَبَ، جمعٌ على غير قياس، كالمشَابِهِ والملامِحِ‏.‏ وقيل هو جّمعُ مَخْطَبة، والمَخْطَبة، الخُطْبة‏.‏ والمُخاطبةُ‏:‏ مُفاعَلة، من الخِطاب والمُشاوَرة، تقول خَطب يَخْطُب خُطْبة بالضم فهو خاطِب وخَطِيب؛ أراد‏:‏ أأنت من الذين يَخْطُبون الناسَ ويَحُثُّونهم على الخُروج والاجتماع لِلْفِتَن‏؟‏‏.‏

‏{‏خطر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الاستسقاء <واللّه ما يَخْطِرُ لنا جَمَل> أي ما يُحَرّك ذَنَبهُ هُزالاً لِشِدّة القَحْطِ والجَدْبِ‏.‏ يقال خَطَرَ البَعير بذَنَبه يَخْطِر إذا رَفَعه وحَطَّه‏.‏ وإنما يَفعل ذلك عند الشِّبَع والسِّمَن‏.‏

ومنه حديث عبد الملك لما قَتَلَ عَمْرو بن سعيد <واللّه لقد قَتَلْتُه وإنه لأعزّ عليّ من جِلْدَةِ ما بين عَيْنَيَّ، ولكن لا يَخْطِر فَحْلانِ في شَوْلِ> ‏.‏

ومنه حديث مَرْحَبٍ <فَخَرج يَخْطِر بسيفه> أي يَهُزُّه مُعْجباً بنفسه مُتُعُرِّضاً للمُبَارَزَة، أو أنه كان يَخْطِر في مِشْيته‏:‏ أي يَتَمَايَل ويَمشِي مِشْيةَ المُعْجب وسَيْفه في يده، يعني أنه كان يَخْطِر وسيفه معه، والباء للملابسة‏.‏

ومنه حديث الحجاج لمَّا نَصب المَنْجَنِيق على مكة‏:‏

خَطَّارةٌ كالجَمَل الفَنِيق*

شَبَّه رَمْيَها بخَطَرانِ الجَمَل‏.‏

وفي حديث سجود السَّهُو <حتى يَخْطِر الشيطان بين المرء وقَلْبه> ، يريد الوَسْوسة‏.‏

ومنه حديث ابن عباس <قام نَبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوما يصلي فَخَطَر خَطْرة، فقال المُنافِقون: إن له قَلْبَين> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <ألاَ هَلْ مُشَمِّرٌ للجنة؟ فانّ الجنة لا خَطَرَ لها> أي لاعِوَض لها ولا مِثْلَ‏.‏ والخَطَر بالتحريك في الأصل‏:‏ الرَّهْن وما يُخاطَر عليه‏.‏ ومِثْلُ الشيء، وعِدْلُه‏.‏ ولا يقال إلا في الشيء الذي له قَدْر ومَزِيَّة‏.‏

ومنه الحديث <ألاَ رَجُلٌ يُخاطِرُ بنفْسه ومالِه> أي يُلْقِيهما في الهَلَكةِ بالجهاد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر في قِسْمة وادِي القُرى <فكان لعثمان منه خَطَرٌ، ولعبد الرحمن خَطَر> أي حَظٌّ ونَصِيبٌ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث النعمان بن مُقَرِّن <قال يوم نَهاوَنْد: إنّ هؤلاء - يعني المَجُوس - قد أخْطَرُوا لكم رِثَّةً ومَتاعاً، وأخطَرْتُم لهم الإسلام، فنافِحُوا عن دِينكم> الرِّثَّة‏:‏ رَدِيء المتاع‏.‏ المعنى أنهم قد شَرطوا لكم ذلك وجعلوه رَهْناً من جانبهم، وجَعلتم رَهْنَكُم دينَكم، أراد أنهم لم يُعَرِّضوا للهَلاك إلا مَتاعا يَهونُ عليهم، وأنتم عَرَّضْتم لهم أعظَم الأشياء قَدْراً وهو الإسلام‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث علي رضي اللّه عنه <أنه أشارَ إلى عَمَّارٍ وقال: جُرُّوا له الخَطِيرَ ما انْجَرَّ> وفي رواية <ما جَرَّه لكم> الخَطير‏:‏ الحَبْل‏.‏ وقيل زِمام البعير‏.‏ المعنى اتَّبِعوه ماكان فيه موضعٌ مُتَّبَعٌ،وتَوَقَّوْا مالم يكن فيه موضع‏.‏ ومنهم مَن يذهب به إلى إخْطار النفْس وإشْراطِها في الحَرْب‏:‏ أي اصْبروا لِعَمَّارٍ ماصَبَر لكم‏.‏

‏{‏خطرف‏}‏*في حديث موسى والخضر عليهما السلام <وإن الأنْدِلاثَ والتخَطْرُفَ من الانقِحام والتكَلُّف> تَخْطَرَفَ الشيء إذا جاوَزَه وتَعّداه‏.‏ وقَال الجوهري‏:‏ خَظْرَف البعير في سيره - بالظاء المعجمة - لغةٌ في خَذْرَفَ، إذا أسْرَع ووسّع الخَطْو‏.‏

‏{‏خطط‏}‏ ‏(‏ه س‏)‏ في حديث معاوية بن الحَكَم <أنه سأل النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم عن الخَطِّ، فقال: كان نَبِيٌّ من الأنبياء يَخُطُّ، فمن وافَق خَطَّه عَلِمَ مثل عِلْمه> وفي رواية <فمن وافَقَ خَطَّه فذاك> قال ابن عباس‏:‏ الخَطُّ هو الذي يَخُطّه الحازِي، وهو عِلْمٌ قد تَركه الناس، يأتي صاحبُ الحاجةِ إلى الحازِي فيُعْطِيه حُلْواناً، فيقولُ له اقْعُدْ حتى أخُطَّ لك، وبين يَدَي الحازي غُلام له معه مِيلٌ، ثم يأتي إلى أرضٍ رِخْوة فيخُطّ فيها خُطوطاً كثيرة بالعَجَلة لئلا يَلْحَقَها العَدَدُ، ثم يَرْجع فيَمْحو منها على مَهَل خَطَّين خَطَّين، وغُلامه يقول للتَّفاؤُل‏:‏ اْبنَىْ عِيان أسْرِعا البيان، فإن بَقِيَ خَطّان فهما علامةُ النُّجْح، وإن بقي خَطٌ واحد فهو علامة الخَيْبة‏.‏ وقال الحَرْبيُّ‏:‏ الخَطّ هو أن يَخُطّ ثلاثة خُطوط، ثم يضرب عليهنّ بشعير أو نوى ويقول يكون كذا وكذا، وهو ضَرْبٌ من الكهانة‏.‏ قلت‏:‏ الخط المُشار إليه عِلْم معروف، وللناس فيه تصانِيفُ كثيرة، وهو معمول به إلى الآن، ولهم فيه أوْضاعٌ وأصلاحٌ وأسامٍ وعَملٌ كثير، ويَسْتَخرِجون به الضمير وغيره، وكثيرا مايُصِيبون فيه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن أُنيسٍ <ذَهب بي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

إلى منزله فدعى بطعام قليل، فَجَعلْت أُخَطِّطُ ليَشْبَع رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي أخُطّ في الطعام أُرِيه أني آكل ولست بآكل‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث قَيْلة <أيُلام ابن هذه أن يَفْصِل الخُطَّة> أي إذا نزل به أمْرٌ مُشْكل فصله برَأيه‏.‏ الخَّطة‏:‏ الحالُ والأمر والخَطْبُ‏.‏

ومنه حديث الحديبية <لا يَسألوني خُطَّة يُعَظِّمون فيها حُرُماتِ اللّه إلا أعْطَيتهم إيَّاها> ‏.‏

وفي حديثها أيضا <أنه قد عرضَ عليكم خُطَّة رُشْدٍ فاقبلوها> أي أمراً واضحا في الهدى والاستقامة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه ورَّث النساء خِطَطَهنّ دون الرجال> الخِطَطُ جمع خِطَّة بالكسر، وهي الأرض يَخْتَطُّها الإنسان لنفسه بأن يُعَلِّم عليها علامةً ويَخُطّ عليها خَطًّا لِيُعْلم أنه قد احْتازَها، وبها سُمِّيت خِطَطُ الكُوفة والبَصرة‏.‏ ومعنى الحديث أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أعْطى نِساءً، منهنّ أمُّ عَبْدٍ خِطَطاً يَسْكُنَّها بالمدينة شِبْه القَطَائع لاحظَّ للرِّجال فيها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أمُّ زَرْع <وأخذ خَطِّيًّا> الخَطيّ بالفتح‏:‏ الرُّمح المنسوب إلى الخطّ، وهو سِيفُ البَحر عند عُمان والبَحْرَين؛ لأنها تُحمل إليه وتُثَقَّف به‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه نام حتى سُمِعَ غَطِيطُه أو خَطِيطُه> الخَطِيطُ قرِيب من الغَطِيطِ‏:‏ وهو صوت النائم‏.‏ والخاء والغَينُ مُتقاربتان‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن عباس <خَطَّ اللّه نَوْءَهاَ> هكذا جاء في رواية، وفُسر أنه من الخَطيطة، وهي الأرض التي لا تُمْطَر بَيْن أرْضَين ممْطُورَتَين‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي ذر <نَرْعى الخَطَائط ونَرِدُ المَطَائط> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن عمر في صِفَة الأرض الخَامِسة <[فيها](زيادة من ا) حَيَّاتٌ كسلاَسِل الرَّمْل، وكالخَطَائط بين الشقائِق> الخَطَائط‏:‏ الطَّرَائِق، واحِدَتُها خطيطة‏.‏

‏{‏خطف‏}‏*فيه <لَينْتَهِينَّ أقْوَام عن رَفْعِ أبْصَارهم إلى السماء في الصلاة أو لتُخْطَفَنَّ أبْصارُهم> الخَطْف‏:‏ اسْتلابُ الشيء وأخْذه بسُرْعة، يقال خَطِف الشيء يَخْطَفه، واخْتَطَفه يَخْتَطفه‏.‏ ويقال خَطَف يَخْطِف، وهو قليل‏.‏*ومنه حديث أُحُد <إن رَأيْتُمونا تَخْتَطِفُنا الطَّيرُ فلا تَبْرَحوا> أي تَسْتَلِبنا وتَطِيرُ بنَا، وهو مُبالغة في الهَلاَك‏.‏

ومنه حديث الجنّ <يَخْتَطفُون السّمع> أي يَسْتَرِقُونَه ويَسْتَلِبُونه‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه نهَى عن المُجثَّمَة والخَطْفة> يريد ما اخْتَطف الذئبُ من أعضاء الشاة وهي حيَّة؛ لأن كُلَّ ما أبينَ حَيّ فهو مَيِّتٌ، والمراد ما يُقْطَع من أطراف الشَّاة، وذلك أنه لمَّا قَدم المَدينةَ رأى الناس يَجُبُّون أسْنمة الإبل وألَيَات الغنم ويأكُلونها‏.‏ والخَطْفَة المَرَّة الواحدةُ من الخطْف، فسُمِّي بها العُضْو المُخْتطَف‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الرضاعة <لاتُحَرِّم الخَطْفَةُ والخَطْفَتَان> أي الرَّضْعةُ القَلِيلة يأخذُها الصَّبِيُّ من الثَّدي بسرعة‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث علي رضي اللّه عنه <فإذا بَيْنَ يَديه صَحْفة فيها خَطِيفة ومِلْبَنَة> الخطِيفَة‏:‏ لَبن يُطْبَخ بدقيق ويُخْتَطف بالملاَعق بسُرعة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أنس <أن أمَّ سُليم رضي اللّه عنها كان عندها شَعير فجشَّتْه وجَعلته خَطيفةً للنبي صلى اللّه عليه وسلم> ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث علي رضي اللّه عنه <نَفَقَتُك رِياءً وسُمعةً للخَطَّاف> هو بالفتح والتشديد‏:‏ الشيطان لأنه يَخْطَف السَّمع‏.‏ وقيل هو بضم الخَاء على أنه جمع خاطِف، أو تَشْبيهاً بالخُطَّاف، وهو الحَديدة الْمُعْوجّة كالكَلُّوب يُخْتَطَفُ بها الشيءُ، ويجمع على خَطاطِيفَ‏.‏

ومنه حديث القيامة‏.‏ <فيه خَطاطِيفُ وكَلاَلِيبُ> ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن مسعود <لأنْ أكُونَ نَفَضْتُ يديَّ من قبور بَنيَّ أحَبُّ إليَّ من أن يَقَع مني بَيضُ ( في الأصل واللسان <...من أن يقع من بيض الخطاف...> و المثبت من ا‏.‏‏)‏ الخُطَّاف فَيَنْكَسِر> الخُطَّاف‏:‏ الطائر المعروف‏.‏ قال ذلك شَفَقةً ورحمةً‏.‏

‏{‏خطل‏}‏ *في خُطبة علي <فركب بهم الزَّلَل وزيَّن لهم الخَطَل> الخَطَل‏:‏المَنْطقُ الفاسد‏.‏ وقد خَطِل في كلامه وأخْطل‏.‏

‏{‏خطم‏}‏ *فيه <تخرج الدابَّة ومعها عصا موسى وخاتمُ سُليمان، فتُجَلَّى (في اللسان: فتحلى. وأشار مصححه إلى أنها في التهذيب: فتجلو.) وجْه المؤمن بالعَصَا وتَخْطِم أنفَ الكَافِر بالخَاتَم> أي تَسِمُه بها، من خَطَمتُ البَعير إذا كَوَيْتَه خَطَّا من الأنف إلى أحد خدَّيه، وتُسمى تلك السِّمَةُ الخِطَامَ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث حُذيفة رضي اللّه عنه <تأتي الدَّابة المؤمنَ فَتُسَلّم عليه، وتأتي الكافر فَتَخْطِمه> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث لَقيطٍ في قيام الساعة والعَرْض على اللّه <وأمَّا الكافر فتَخْطِمُهُ بمثل الحُمَمِ الأسْود> أي تُصِيبُ خَطْمَه وهو أنْفُه، يعني تُصِيبه فتجعل له أثراً مثل أثر الخِطام فتردّه بِصُغْرٍ ‏(‏الصغر - بالضم - الذل والضيم ‏)‏‏.‏ والحُمَمُ‏:‏ الفَحْمُ‏.‏

وفي حديث الزكاة <فَخَطَم له أخرى دونها> أي وَضَع الخِطَام في رأسها وألقاه إليه لِيَقُودَها به‏.‏ خِطَام البعير أن يُؤْخذ حَبْل من ليف أو شَعر أو كَتَّان فيُجْعَل في أحَد طَرَفيه حَلْقة ثم يُشَدّ فيه الطَّرف الآخر حتى يَصِير كالحْلقة، ثُم يُقَاد البَعير، ثم يُثَنَّى على مَخْطِمه‏.‏ وأما الذي يُجْعل في الأنف دَقِيقاً فهو الزِّمام‏.‏

وفي حديث كعب <يَبْعَث اللّهُ من بَقِيعِ الغَرْقَد سَبْعينَ ألفاً هُم خيار من يَنْحَتُّ عن خَطْمِهِ المَدَرُ> أي تَنْشَق عن وجْهِه الأرض‏.‏ وأصل الخَطْم في السّباع‏:‏ مَقَاديم أنُوفها وأفواهها، فاسْتَعَارها للنَّاس‏.‏

ومنه قَصيد كعب بن زُهَير‏:‏

كَأنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحَهَا ** من خَطْمِها ومن اللَّحْيَيْن بِرْطِيلُ

أي أنْفَهَا‏.‏

ومنه الحديث <لا يُصَلي أحَدُكم وثَوبُه على أنْفِه فإنَّ ذلك خَطْمُ الشيطان> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عائشة <لمَّا مات أبو بكر قال عمر: لا يُكَفَّن إلاَّ فيما أوْصَى به، فقالت عائشة: واللّه ما وَضَعتَ الخُطُم على أُنُفِنا> أي ما ملَكْتَنَا بَعدُ فَتَنْهانا أن نَصْنَع ما نريد‏.‏ والخُطُم جمع خِطَام، وهو الحَبْل الذي يُقَاد به البعير‏.‏

وفي حديث شدّاد بن أوس <ما تَكَلَّمتُ بِكَلِمَة إلا وأنا أخْطِمُها> أي أربُطُها وأشدُّها، يُريد الاحْتِرازَ فيما يقوله، والاحتياطَ فيما يَلفِظ به‏.‏

وفي حديث الدجّال <خَبَأتُ لكم خَطْم شَاة> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ *وفيه <أنه وَعَدَ رَجُلا أن يَخْرُج إليه فأبْطَأَ عليه، فلما خَرَج قال: شَغَلني عنك خَطْم> قال ابن الأعرابي‏:‏ هو الخَطْبُ الجَليل‏.‏ وكأنّ الميم فيه بَدَلٌ من الباء‏.‏ ويحتمل أن يراد به أمْرٌ خَطَمه أي مَنَعه من الخُرُوج‏.‏

وفيه <أنَّه كان يغسل رأسه بالخِطْمِيّ وهو جُنُب، يجتزىء بذلك ولا يَصُبُّ عليه الماء> أي أنه كان يكتفي بالماء الذي يغسل به الخِطْمى ويَنْوي به غُسْل الجَنَابة، ولا يَسْتَعمل بعده ماءً آخر يَخُص به الغُسْل‏.‏

‏{‏خطا‏}‏*في حديث الجمعة <رأى رجُلا يتخطَّى رقَابَ النَّاس> أي يَخْطو خُطْوَة خطوة‏.‏ والخُطْوَة بالضم‏:‏ بُعْد ما بين القَدَمين في المشْي، وبالفتح المَرَّةُ ‏(‏وجمعها‏.‏ خطوات بالتحريك، وخطاء بالكسر‏.‏ كما في اللسان ‏)‏ ‏.‏ وجمع الخُطْوة في الكَثْرة خُطاً، وفي القلَّة خُطْوَات بسكون الطاء وضمها وفتحها‏.‏

ومنه الحديث <وكثرة الخُطَا إلى المساجد> وخُطُوات الشيطان ‏(‏كذا في الأصل و ا‏.‏ والذي في اللسان‏:‏ وقوله عز وجل <ولا تتبعو خطوات الشيطان> قيل هي طرقة، أي لا تسلكوا الطريق التي يدعوكم إليها‏)‏‏.‏